كتبت بهيرة أمين بمشاركة فريق وكالة الأنباء الفرنسية في غزة وأليس تشانسيلور في القدس أن وفدين من حماس وإسرائيل شرعا يوم الاثنين في مفاوضات غير مباشرة بمدينة شرم الشيخ المصرية لبحث إنهاء الحرب المستمرة في غزة منذ نحو عامين، بحسب ما أوردته وسائل إعلام مصرية مرتبطة بالدولة.
ذكرت المونيتور أن قناة "القاهرة الإخبارية"، التابعة لجهاز المخابرات العامة، أوضحت أن الوفدين “يناقشان تهيئة الظروف الميدانية لإطلاق سراح المحتجزين والأسرى” وفقًا لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف القتال. وأضافت أن وسطاء من مصر وقطر يعملون مع الجانبين لوضع آلية لتبادل الرهائن في غزة مقابل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
تجري المفاوضات خلف الأبواب المغلقة وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد أسابيع من محاولة إسرائيل اغتيال كبير مفاوضي حماس في ضربة على الأراضي القطرية. وقاد الوفد الحمساوي القيادي خليل الحية، الذي نجا من الهجوم في الدوحة، وعقد قبل بدء المحادثات اجتماعًا مع مسؤولين في المخابرات المصرية، وفق مصدر أمني مصري.
تأتي هذه الجولة من المفاوضات عشية الذكرى الثانية لهجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أشعل الحرب، وقد تستمر “عدة أيام”، بحسب مصدر فلسطيني قريب من قيادة الحركة، الذي أكد أن “المفاوضات ستكون معقدة وصعبة نظرًا لإصرار الاحتلال على مواصلة حرب الإبادة”.
ضغط ترامب، الذي يُتوقع وصول مبعوثه ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر إلى مصر، على الأطراف للتحرك بسرعة لإنهاء الحرب، بينما واصلت الطائرات الإسرائيلية قصف القطاع الاثنين، مما أسفر عن مقتل سبعة فلسطينيين، بحسب محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة. وأظهرت مشاهد لوكالة الأنباء الفرنسية أعمدة دخان كثيفة تتصاعد فوق الأحياء رغم دعوة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إسرائيل إلى وقف القصف فورًا.
ورغم تجاوب الجانبين مع مقترح ترامب، تظل تفاصيل الاتفاق المنتظر بالغة التعقيد. تتضمن الخطة نزع سلاح حماس، وهو ما ترفضه الحركة، كما تنص على انسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من غزة، في وقت يصرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إعادة انتشار قواته “في عمق” القطاع مع ضمان الإفراج عن الرهائن.
أوضح المصدر الفلسطيني أن عملية تبادل الأسرى والرهائن ستستغرق “عدة أيام، تبعًا للظروف الميدانية المرتبطة بانسحاب القوات الإسرائيلية ووقف القصف الجوي”. وتعطلت جولات سابقة بسبب الخلاف حول أسماء الأسرى الذين تطالب حماس بإطلاقهم.
أشار مسؤول في حماس إلى أن المفاوضات تهدف لتحديد موعد هدنة مؤقتة وتهيئة الظروف للمرحلة الأولى من الخطة، التي تشمل إطلاق سراح 47 رهينة مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين. وأعلنت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبوليارِتش أن فرقها جاهزة للمساعدة في إعادة الرهائن والمحتجزين إلى عائلاتهم، مؤكدة ضرورة استئناف إدخال المساعدات الإنسانية “بالكامل” في ظل المجاعة التي أعلنتها الأمم المتحدة في القطاع.
كتب ترامب على منصته "تروث سوشيال" الأحد أن "النقاشات الإيجابية مع حماس وحلفائنا في العالم العربي والإسلامي تسير بشكل جيد"، مضيفًا: "أُبلغت بأن المرحلة الأولى يجب أن تُنجز هذا الأسبوع، وأطلب من الجميع أن يتحركوا بسرعة".
وأشاد رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بخطة ترامب، معتبرًا أنها “الطريق الصحيح نحو سلام واستقرار دائمين”. فيما قال مصدر فلسطيني مقرب من حماس إن الحركة ستوقف عملياتها العسكرية بالتوازي مع توقف إسرائيل عن القصف وانسحاب قواتها من مدينة غزة.
حذّر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق إيال زمير من أن “الجيش سيعود للقتال إذا فشلت المفاوضات”. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن المسلحين احتجزوا 251 رهينة خلال هجوم أكتوبر 2023، لا يزال 47 منهم في غزة، بينهم 25 قُتلوا.
تنص خطة ترامب على أن تُفرج إسرائيل عن 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد وأكثر من 1700 معتقل من غزة مقابل الرهائن. وتطالب حماس بأن يكون لها دور في مستقبل القطاع، بينما تنص الخريطة الأمريكية على استبعادها وجميع الفصائل من أي دور في إدارته، التي ستتولاها هيئة انتقالية برئاسة ترامب نفسه وتشرف على حكومة تكنوقراط.
قال أحمد بربخ، أحد سكان منطقة المواصي في غزة: “نأمل أن يضغط ترامب على نتنياهو ليوقف الحرب. نريد إنجاز صفقة تبادل الأسرى بسرعة حتى لا يبقى لإسرائيل أي ذريعة لاستمرار العدوان”.
أودى هجوم حماس في أكتوبر 2023 بحياة 1,219 شخصًا، معظمهم مدنيون، وفق إحصاءات إسرائيلية، بينما قتلت الحملة العسكرية الإسرائيلية نحو 67,160 فلسطينيًا، بحسب أرقام وزارة الصحة في غزة التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.